روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | من ثمرات الحسنات في الدنيا

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > من ثمرات الحسنات في الدنيا


  من ثمرات الحسنات في الدنيا
     عدد مرات المشاهدة: 2224        عدد مرات الإرسال: 0

من توفيق الله تعالى للعبد المؤمن أن يوفقه للأعمال الصالحة، ولكن يا ترى هل القائم بهذه الأعمال يستفيد منها في حياته الدنيا أم أنها مجرد أقوال وأعمال جامدة لاروح فيها ولا نعيم من ورائها؟.

إن المتأمل في نصوص الكتاب والسنة يجد عدة فوائد للحسنات يحصل عليها المرء عند قيامه بها، ومن تلك الفوائد:

1= مضاعفة الحسنات إلى أضعاف كثيرة، وهذا من فضل الله وكرمه أن جعل الحسنات تتضاعف وأما السيئة فلا تتضاعف، قال تبارك وتعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [الأنعام: 160].

بل بلغ من الكرم الرباني أن من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له حسنة، فإن عملها كتبها الله وضاعفها له، كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري.

2= حصول طمأنينة القلب وإنشراح الصدر، وهذا شيء يلاحظه الإنسان في نفسه، أنه كلما تقرب المرء إلى ربه كلما وجد الأنس والسرور، ومصداق ذلك في كتاب ربنا، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].

وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وعلى العكس من ذلك فكلما زاد المرء في السيئات كلما زادته همومه وأحزانه، كما قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} [طه: 124].

3= البركة في الرزق، وقد جاء في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يُبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» رواه البخاري.

وتأمل هنا أن من جاء بصلة الرحم الذي هو من الأعمال الصالحة ومن الحسنات العظيمة بارك الله له في رزقه وفي عمره كما قال العلماء في بيان معنى الحديث، فكيف بمن جاء بأعمال أخرى وحسنات أكثر، لا شك أن الله سيبارك الله له ويزيده من فضله.

4= القوة في الجسد، وتأمل في نداء هود عليه السلام إلى قومه {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ } [هود: 52] فانظر كيف ذكر هود عليه الصلاة والسلام أن الإستغفار والتوبة من فوائدها القوة في الجسد.

ومما يؤكد هذا المعنى القصة التي جاءت بين علي وفاطمة رضي الله عنهما.

وملخص القصة:

أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً فلم تجده ووجدت عائشة رضي الله عنها فأخبرتها.

قال علي رضي الله عنه: فجاءنا النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذنا مضاجعنا فقال: «ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين واحمدا ثلاثاً وثلاثين وكبرا أربعاً وثلاثين فإنه خير لكما من خادم».

قال علي رضي الله عنه: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين، صحيح مسلم: 2727.

فانظر هنا كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم المداومة على الذكر عند النوم سبباً للإستغناء عن الخادم، وذلك لأن الذكر يقوي الجسد ويمنحه القوة والنشاط.

5= حفظ الله لصاحب الحسنات، وهذا واضح في الحديث الصحيح: «احفظ الله يحفظك» رواه أحمد والترمذي وهو في صحيح الجامع 7985.

والمقصود من الحديث: احفظ أوامر الله بالإمتثال وإحفظ محارم الله بالإنتهاء، والنتيجة: يحفظك الله، أي يحفظ لك دينك ويحفظ لك دنياك بل وصحتك وما تملك، بل من معاني الحفظ الرباني أن يحفظ أسرتك من كل سوء.

ومن لطيف ما يُذكر هنا: أن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى كان يقول لابنه: إني لأزيد في صلاتي من أجلك.

ومما يؤكد هذا المعنى ما جاء في سورة الكهف في قصة الغلامين، قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الكهف: 82] فعندما تتأمل في هذه القصة تجد أن الله حفظ المال لهم بسبب صلاح والدهم.

6= الزيادة في الخير والهداية، قال جل وعلا: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].

وقال تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} [مريم: 76] وقال جل اسمه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13]، وهذا أمر نلاحظه أن الحسنات ينادي بعضها بعضاً، وعلى العكس نجد أن السيئات ينادي بعضها بعضاً.

7= التأييد بالكرامات، والكرامة: شيء خارق للعادة يظهرها الله تعالى على أيدي الصالحين تأييداً لهم ودفاعاً عنهم.

وتأمل في قصة أصحاب الكهف لما غادروا بلدهم وتركوا أقوامهم لأجل الله ثم دخلوا في الكهف كيف ناموا أكثر من 300 سنة ولم يتغير فيهم شيء ولم يضرهم، بل إن الله أجرى عليهم كرامات أخرى ومنها ما جاء في قوله تعالى: {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ} [الكهف:18].

قال العلماء: فائدة تقليب الله لهم وهم نيام أن يحفظ لهم أجسادهم من التعفن، لأن المرء لو نام على جهة واحدة فترة طويلة لماتت الخلايا التي في ذلك الجنب ولم يستطع التحرك، ولهذا نجد في المستشفيات أن المريض الذي لايستطيع التحرك لابد أن يدخل عليه الممرض ليقلبه ذات اليمين وذات الشمال، فسبحان الله العظيم.

8= محبة الله تعالى، وقد جاءت النصوص بإثبات محبة الله تعالى لبعض الأعمال والأوصاف، ومنها: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146] {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} [البقرة: 222] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [المائدة: 42] {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4] والآيات أكثر من أن تُذكر وأشهر من أن تُحصر، فالعاقل يحرص على أن يبادر إلى هذه الأعمال والأوصاف لكي يفوز بحب الله تعالى له، نسأل الله الكريم أن يجعلنا ممن فاز بحب الرحمن.

9= تفريج الكربات والأزمات، ويا ترى كم هي الكربات والأزمات التي تنزل بنا في هذه الحياة؟. ألسنا بحاجة إلى وسيلة تخفف عنا هذه المصائب؟ نعم.

إن الحسنات والصالحات التي حفظها الله لك ستنفعك عند ورود المصائب، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا} [الطلاق: 2] وقال جل وعلا: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً} [الطلاق: 4] وفي الحديث الصحيح: «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة» رواه أحمد وهو في صحيح الجامع 7985.

ولهذا كلما زادت التقوى في حياتنا كلما فُزنا بالدفاع الرباني والعون الإلهي في أزمات هذه الحياة.

10= توسيع أبواب الرزق، قال تبارك وتعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2- 3].

وكم نحن نحتاج إلى مزيد من أبواب الرزق وخاصة في زمننا هذا المليء بالمطالب المالية، وتأتي التقوى لتضيف علينا جانباً كبيراً من جوانب الرزق الكريم من الرزاق جل وعلا.

11= إستجابة الدعاء، وهذه من الكرامات التي يمنحها الله تعالى لأصحاب الحسنات والقربات، وقد جاءت هذه الكرامة صريحة في الحديث القدسي المشهور: «و ما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولإن سألني لأعطينه ولإن استعاذني لأعيذنه» رواه البخاري.

وهذه الاستجابة الربانية لأولئك الصالحين والعابدين إنما كانت بسبب مداومتهم على الحسنات وملازمتهم لها كما في ظاهر الحديث «وما يزال» التي تفيد الإستمرار والمداومة.

12= السلامة من وصف الخسران، قال تعالى: {وَالْعَصْرِ*إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1- 3].

فهنا نجد أن الله وصف الإنسان بالخسارة إلا على من جاء بالإيمان والعمل الصالح، فهو سالم من الوصف بالخسارة.

13= الثبات عند المصائب والنجاة منها، وفي قصة أصحاب الكهف نجد التثبيت الرباني فتأمل قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ}.

قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى: يقول تعالى: وصَبَّرناهم على مخالفة قومهم ومدينتهم، ومفارقة ما كانوا فيه من العيش الرغيد والسعادة والنعمة.

فإنه قد ذكر غير واحد من المفسرين من السلف والخلف أنهم كانوا من أبناء ملوك الروم وسادتهم، وأنهم خرجوا يوماً في بعض أعياد قومهم، وكان لهم مجتمع في السنة يجتمعون فيه في ظاهر البلد، وكانوا يعبدون الأصنام والطواغيت، ويذبحون لها.

وكان لهم ملك جبار عنيد يقال له: دقيانوس، وكان يأمر الناس بذلك ويحثهم عليه ويدعوهم إليه، فلما خرج الناس لمجتمعهم ذلك، وخرج هؤلاء الفتية مع آبائهم وقومهم، ونظروا إلى ما يصنع قومهم بعين بصيرتهم، عرفوا أن هذا الذي يصنعه قومهم من السجود لأصنامهم والذبح لها، لا ينبغي إلا لله الذي خلق السموات والأرض، فجعل كل واحد منهم يتخلص من قومه، وينحاز منهم.

فكان أول من جلس منهم أحدهم، جلس تحت ظل شجرة، فجاء الآخر فجلس عنده، وجاء الآخر فجلس إليهما، وجاء الآخر فجلس إليهم، وجاء الآخر، وجاء الآخر، وجاء الآخر، ولا يعرف واحد منهم الآخر، وإنما جمعهم هناك الذي جمع قلوبهم على الإيمان، والغرض أنه جعل كل أحد منهم يكتم ما هو فيه عن أصحابه، خوفًا منهم، ولا يدري أنهم مثله.

حتى قال أحدهم: تعلمون -والله يا قوم- إنه ما أخرجكم من قومكم وأفردكم عنهم إلا شيء فليظهر كل واحد منكم بأمره، فقال آخر: أما أنا فإني والله رأيت ما قومي عليه، فعرفت أنه باطل، وإنما الذي يستحق أن يُعبد وحده ولا يشرك به شيء هو الله الذي خلق كل شيء: السموات والأرض وما بينهما.

وقال الآخر: وأنا والله وقع لي كذلك. وقال الآخر كذلك، حتى توافقوا كلهم على كلمة واحدة، فصاروا يدًا واحدة وإخوان صدق، فاتخذوا لهم معبدًا يعبدون الله فيه، فعرف بهم قومهم، فوشوا بأمرهم إلى ملكهم، فإستحضرهم بين يديه فسألهم عن أمرهم وما هم عليه فأجابوه بالحق، ودعوه إلى الله عز وجل، ولهذا أخبر تعالى عنهم بقوله: {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا} ولن: لنفي التأبيد، أي: لا يقع منا هذا أبدًا، لأنا لو فعلنا ذلك لكان باطلا، ولهذا قال عنهم: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} أي: باطِلا وكذبًا وبهتانًا.اهـ

وفي قصة أم موسى نجد تثبيت الله لها في المصيبة التي نزلت بها عندما أراد فرعون قتل الأطفال ثم رمت بابنها موسى عليه السلام في البحر والتقطه آل فرعون.

قال جل وعلا مبيناً هذا التثبيت والتأييد الرباني {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [القصص: 10] قال البغوي رحمه الله تعالى: {لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} بالعصمة والصبر والتثبيت.اهـ

فمن أراد المزيد من التثبيت والمزيد من التأييد والرعاية من الله جل وعلا فليحافظ على حسناته وليداوم عليها وليسر على المنهج المستقيم الذي يرضي الله تبارك وتعالى.

14= الفوز بولاية الله ونصرته وتأييده، قال جل وعلى: {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68] والمراد أن الله ينصرهم، قاله القرطبي رحمه الله تعالى.

قال العلماء: على قدر إيمانك وحسناتك تكون ولاية الله لك وعلى قدر ما ينقص من إيمانك تنقص ولاية الله لك.

15= تكفير السيئات، وقد جاءت النصوص ببيان تكفير الحسنات للسيئات ومحوها له، قال جل وعلا: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ} [التغابن: 9]، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 9]، وقال سبحانه وبحمده: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] وفي الحديث الصحيح: «واتبع السيئة الحسنة تمحها» صحيح الجامع: 98.

فيا من أزعجته الذنوب وآلمته السيئات إنطلق إلى أبواب الحسنات لكي تمحو سيئاتك.

16= الانتفاع بالذكرى، قال تبارك وتعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] وقال جل وعلا: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى} [الأعلى: 10].

والمراد أن صاحب الإيمان تنفعه الذكرى والموعظة أكثر من غيره لأن حسناته وإيمانه وهدايته تؤثر على قبول الموعظة وتجعله مستجيباً لها.

17= حسن الخاتمة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].

وهذه الثلاث تكون عند الموت كما قال العلماء، وعندما نتأمل في أحوال بعض الصالحين عند موتهم نرى حقيقة الخاتمة الحسنة، فمنهم من يموت وهو ساجد، وآخر يموت وهو يطوف في الحرم، ومنهم من يموت وهو صائم، وكثيرون نرى الإبتسامة عليهم عند موتهم، ولا شك أن هذه من نتائج الإستقامة ودليل على صدق العبد ومحبته وملازمته للحسنات.

المصدر: موقع الشيخ سلطان العمري.